لكلّ
زاوية من زوايا التّراث الإسلامي خبايا مُستغربة
ولطائف مُستحسَنة ، ونحن اليوم مع إحداها متمثّلة في كتاب " عنوان
الشّرف الوافي في علم الفقه والعروض والتّاريخ والنّحو والقوافي " الّذي
وضعه: الإمام العلّامة ذو التّصانيف البديعة إسماعيل بن أبي بكر المُقرئ .
ليس
غريباً اسمه ، ولا كبيراً حجمه ، ولا مجهولاً مُؤلّفه ، ولكنّه وبكلّ معنى الكلمة
فريدٌ من نوعه ، بل لو قلنا أنّه لم يوضع مثله إلى عصره لكان لنا مخرجٌ في
الإدّعاء ، وقد حلف بعضهم على ذلك ، ثمّ كثر المؤلّفون بعده على نمطه مثل ابن طنبل
الشغري ، وابن كميل الدّمياطي ، والسّيوطي ، وغيرهم .
(عنوان
الشّرف الوافي) يحتوي على فنونٍ خمسةٍ من العُلوم مُرتّبة ترتيباً تعجز عنه
الأفهام قبل الأقلام ، فهو منطوٍ لمُؤلَّف في الفقه الشّافعي حمّله أربع رسائل
أخرى ، واحدةٌ في العروض يتألّف نصّها من الحُروف الأولى الّتي تبتدئ منها أوائل
سطور المجموع الفقهي ويحددها جدول عمودي في أوّل السّطور الفقهيّة ، وثانيةٌ في
تاريخ مُلوك بني رسول تُستخرج من وسط السّطور ويحدّدها جدول عمودي لأوائل السّطور ، وثالثةٌ في النّحو وهي تُستخرج
كسابقتها من وسط السّطور ، ورابعةٌ في عُلوم القافية وتتألّف من الحروف الّتي تقع
في نهايات سطور المجموع الفقهي .
ويُعتبر
ابن المُقرئ مُبتكر هذه الطّريقة من التّصنيف الّتي تجمع فنوناً عدّة مدمجة في
كتيبٍ واحد ، وواضعها على غير مثالٍ سابق ، ولا غرابة فهو أعجوبة عصره الذي قال
عنه الشّوكاني في البدر :"إنّ اليمن لم تنجب مثله" .
وابن
المُقرئ مُؤلّف كتاب " الإرشاد في اختصار الحاوي للقزويني " المعروف لدى
أهل العلم والفقه في الصّومال بصعوبة تراكيبه وغرابة ألفاظه وغموض معانيه .
هذا
ورسالتي إلى جميع الكُتّاب والمؤلّفين :
جدّدوا
في فحوى التّأليف ، وابتكروا في طرقه ، وأخرجوه عن ظاهرة الاقتفاء وترديد
المُحتويات بدون إضافة .
أحسن الله اليك كان الكتاب معي حتى الآن وانا أبحث عن طريقة فرآته فلقيت المقال في الطريق جزاك الله خيرا مرة أخرى.....
ردحذف