سبق أن نشرت قبل أسابيع منظومة على بحر
الرجز تتكوّن من (100) بيت، وكان نشرها كما كتبت عليها [ للمراجعة ] ، وكتبت عليها
أيضا [ نسخة أولية ] ، ومعنى ذلك أنها ليست النسخة النهائية للمنظومة ، ولذلك لما
نشرتها في بعض المنتديات كتبت فوقها ( أطلب من الإخوة أن يرسلوا ملاحظاتهم إلي عبر
...) وذكرت بريدي الالكتروني ، وكتبت أيضا في صفحة الفيسبوك ( تنبيه: أطلب من
الإخوة إعلامي بالأخطاء والهفوات بعد النظر فيهما وبوركتم ) .
ربما يتساءل القارئ لماذا تحشر كل هذه
التنبيهات السابقة ؟
والجواب أنني في مثل هذه المرحلة لم أكن
منتظرا للتعيير على المنظومة وعلى ناظمها – ولو ضمنا وإجمالا ومن باب : إياك أعني
واسمعي يا جارة!! – وإطلاق غليظ الألفاظ عليهما جزافا!!، من بعض طلبة العلم الذين
كنا ننتظر منهم تصحيح خطئها وتقويم عوجها، وسواء كان مراده هذه المنظومة أو غيرها
فإن مصارحة النصح للشخص – إن أمكن الخلوص إليه -
أولى له من نشرها على العموم بإطلاقاتها المتهورة ! .
ولهذا – ولاقتضاء المقام الوقوف عليه –
سأقف مع مصادر المنظومة وسبب عدم ذكري إياها في نظمي :
أولا
: المنظومة ليست من بنات الأفكار ، وشأنها في ذلك شأن أكثر المنظومات العلمية فهي
تجري على مجهود سابق للناظم أو لغيره ، فهي إما نظم لكتاب أو مؤلف معيّن ، وإما
نظم لمعلومات متفرقة في مصادر عدّة .
ثانيا
: مصادر المنظومة ليس مصدرا واحدا – ككتاب أو بحث ونحوه – بل من ستة مصادر أو أكثر
، ما بين كتاب وبحث منشور ، ولتعدد المصادر رأيت أن ذكر بعضها في المنظومة إهمال
للبعض الآخر ، وإيراد جميعها تطويل للمنظومة بما يخرجها عن مقصودها ، وقد كان
القصد فيها الإيجاز .
ثالثا
: ليس معنى أني تركت ذكر المصادر في نفس المنظومة أني أهملتها إطلاقا وبهذا تكون
" سرقة علمية " !! والعياذ بالله ، ولكني ولله الحمد ذكرت جميع ما تذكرت
من مصادر المنظمة – قبل التعيير المذكور -
في شرح لطيف وضعته عليها أسميته بـ " التعليق النافع على زينة الشوافع
" – يسّر الله إتمامه - ، وبه تخرج عهدتي من باب " السرقة العلميّة
" المشينة ، وهذا منهجي – ولله الحمد – مذ وضعت الحبر على القرطاس ، وبدأت
الكتابة ، وسيلاحظه القارئ في منشوراتي جميعا من " مقال ، أو كتاب ، أو بحث
" ، وكنت قد كتبت قبل لحظتي هذه بأيام في أحد الأماكن التي أنشر فيها تنبيها
على ظاهرة السرقة العلميّة المنتشرة اليوم بين الباحثين والناقلين – وبعضهم أعرفه
بشخصه ! - وموقفي منها، ونصّه :( يذرعني
القيء المعنوي عندما أرى طالب علم أو باحثا يأخذ عن غيره معلومات بنصها وحرفها،
فيحليها بأحد الصفحات التي ينشر فيها ، ثم يكتب عليها اسمه ! أو يهملها فلا يكتب
عليها لا اسمه ولا اسم صاحبه ليظن القارئ أنه من إبداعاته .... ويحبون أن يحمدوا
بما لم يفعلوا .) ثم قلت :( الظاهرة أصبحت الآن ديدن بعض الطلاب ، حتى إذا اكتحلت
العين بمنشوره يطرق إلى سويداء القلب قول الأول :" شنشنة أعرفها من أخزم
" ، ولذا ومن هذا المنبر أنصح جميع الإخوة الانتهاء عن مثل هذا الأمر الذي
يترجم عن حالة مذمومة في سلم التعلم تسمى بالتزبب قبل التحصرم ) .
رابعا
: ومع هذا كله فإن إهمال مصدر المنظومة في المنظومة – بالتعيين - من عادة بعض كبار
الناظمين العلماء كما فعله الشيخ العثيمين في نظمه لقواعد الفقه، و الفضفري في
ألفيته في الفقه الحنبلي فإنه أخذها من زاد المستقنع وشرحه الروض كما أشار إليه
الشيخ ابن عقيل في تقديمه له ، وقبلهما ابن رسلان الذي اعتمد في نظمه المسمى بـ (
صفوة الزبد ) على زبد البارزي بل قال بعض العلماء : أنه نظم لزبد البارزي مع أنه
لم يشر إلى ذلك في المنظومة – حسب علمي - ، إن لم يكن اسمها دالا على ذلك ، ومرتقى
الوصول لابن عاصم الغرناطي الذي قال عنه أحد العلماء :" وبعمل أدنى مقارنة
بين الموافقات ومنظومة مرتقى الوصول ترى قوة الرابطة بين المصنفين وقرب الوشيجة
بينهما " وابن عاصم تلميذ الشاطبي ، ولو ذهبنا إلى المنثور واستخرجنا منه ما هو على
هذا الغرار لوجدنا منه الكثير، فهل يقال في حقهم أنهم نبذوا الأمانة العلمية وراء ظهورهم
، وأنهم كلابس ثوبي زور ... الخ من قاموس الألفاظ الغليظة !! .
ورحم
الله السخاوي إذ قال :
للحرف ميزان فلا تك طاغيا فيه ولا تكُ مخسر الميزان
خامسا : لا أرى بأسا في سرد أهم مصادر
المنظومة هنا :
1-
بحث بعنوان " منهجية التفقه في
المذهب الشافعي بعلومه العشرة " كتبه الشيخ محمد سالم البحيري ، وقد أخذت منه
ما يتعلق بالفنون العشرة وزدت عليه من غيره ، وهو مع وجازته كثير الفوائد والفرائد
، وقد نشره الكاتب في بعض المنتديات العلمية .
2-
كتاب "القاموس الفقهي في المذهب
الشافعي " أو " دراسة موسوعيّة لمصطلحات الشافعية " ، كتبه الشيخ
عبد البصير بن سليمان المليباري ، وهو كتاب قيم ، صدرت طبعته الأولى في هذا العام
( 2016 ) من دار النور بالأردن ، ومن فرعها في معرض الرياض الدولي اقتنيت الكتاب ،
واعتمدت عليه في الفصل الأخير .
3-
مقدمات كتاب " موقف الاتجاه
الحداثي من الإمام الشافعي " عرض ونقد ، كتبه الدكتور أحمد قوشتي ، وهو نافع
أيضا في بابه، كما صدرت طبعته الأولى أيضا في هذا العام ( 2016 ) من مركز التأصيل
للدراسات والبحوث بجدّة ، أخذت منه شيئا في التمهيد .
4-
المذهب الشافعي ، دراسة عن أهم مصطلحاته
وأشهر مصنفاته ومراتب الترجيح فيه ، لمحمد مغربية ، أخذت عنه أشياء في ذكر العلوم
العشرة وما ألف فيها .
5-
مقدمات كتاب " الرسالة "
للعلامة أحمد شاكر ، أخذت منه شيئا في التمهيد
6-
الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعي، أخذت
منه شيئا في التمهيد .
وسوى
المذكور قليل .
سادسا : أنصح الكتاب والقراء – جميعا -
بالتحول من شهوة النقد إلى نقد الشهوة، ومن حب الظهور إلى ظهور الحب، ومن هوي
التغلب إلى التغلب على الهوى، والله المستعان وعليه التكلان .
لتحميل المنظومة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق