مدونة المعرفة والتأصيل

مدونة المعرفة والتأصيل

السبت، 24 سبتمبر 2016

توضيح بشأن منظومتي " زينة الشوافع في دراسة العلوم العشرة على مذهب ابن شافع "


سبق أن نشرت قبل أسابيع منظومة على بحر الرجز تتكوّن من (100) بيت، وكان نشرها كما كتبت عليها [ للمراجعة ] ، وكتبت عليها أيضا [ نسخة أولية ] ، ومعنى ذلك أنها ليست النسخة النهائية للمنظومة ، ولذلك لما نشرتها في بعض المنتديات كتبت فوقها ( أطلب من الإخوة أن يرسلوا ملاحظاتهم إلي عبر ...) وذكرت بريدي الالكتروني ، وكتبت أيضا في صفحة الفيسبوك ( تنبيه: أطلب من الإخوة إعلامي بالأخطاء والهفوات بعد النظر فيهما وبوركتم ) .
ربما يتساءل القارئ لماذا تحشر كل هذه التنبيهات السابقة ؟
والجواب أنني في مثل هذه المرحلة لم أكن منتظرا للتعيير على المنظومة وعلى ناظمها – ولو ضمنا وإجمالا ومن باب : إياك أعني واسمعي يا جارة!! – وإطلاق غليظ الألفاظ عليهما جزافا!!، من بعض طلبة العلم الذين كنا ننتظر منهم تصحيح خطئها وتقويم عوجها، وسواء كان مراده هذه المنظومة أو غيرها فإن مصارحة النصح للشخص – إن أمكن الخلوص إليه -  أولى له من نشرها على العموم بإطلاقاتها المتهورة ! .
ولهذا – ولاقتضاء المقام الوقوف عليه – سأقف مع مصادر المنظومة وسبب عدم ذكري إياها في نظمي :
أولا : المنظومة ليست من بنات الأفكار ، وشأنها في ذلك شأن أكثر المنظومات العلمية فهي تجري على مجهود سابق للناظم أو لغيره ، فهي إما نظم لكتاب أو مؤلف معيّن ، وإما نظم لمعلومات متفرقة في مصادر عدّة .
ثانيا : مصادر المنظومة ليس مصدرا واحدا – ككتاب أو بحث ونحوه – بل من ستة مصادر أو أكثر ، ما بين كتاب وبحث منشور ، ولتعدد المصادر رأيت أن ذكر بعضها في المنظومة إهمال للبعض الآخر ، وإيراد جميعها تطويل للمنظومة بما يخرجها عن مقصودها ، وقد كان القصد فيها الإيجاز .
ثالثا : ليس معنى أني تركت ذكر المصادر في نفس المنظومة أني أهملتها إطلاقا وبهذا تكون " سرقة علمية " !! والعياذ بالله ، ولكني ولله الحمد ذكرت جميع ما تذكرت من مصادر المنظمة – قبل التعيير المذكور -  في شرح لطيف وضعته عليها أسميته بـ " التعليق النافع على زينة الشوافع " – يسّر الله إتمامه - ، وبه تخرج عهدتي من باب " السرقة العلميّة " المشينة ، وهذا منهجي – ولله الحمد – مذ وضعت الحبر على القرطاس ، وبدأت الكتابة ، وسيلاحظه القارئ في منشوراتي جميعا من " مقال ، أو كتاب ، أو بحث " ، وكنت قد كتبت قبل لحظتي هذه بأيام في أحد الأماكن التي أنشر فيها تنبيها على ظاهرة السرقة العلميّة المنتشرة اليوم بين الباحثين والناقلين – وبعضهم أعرفه بشخصه ! -  وموقفي منها، ونصّه :( يذرعني القيء المعنوي عندما أرى طالب علم أو باحثا يأخذ عن غيره معلومات بنصها وحرفها، فيحليها بأحد الصفحات التي ينشر فيها ، ثم يكتب عليها اسمه ! أو يهملها فلا يكتب عليها لا اسمه ولا اسم صاحبه ليظن القارئ أنه من إبداعاته .... ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .) ثم قلت :( الظاهرة أصبحت الآن ديدن بعض الطلاب ، حتى إذا اكتحلت العين بمنشوره يطرق إلى سويداء القلب قول الأول :" شنشنة أعرفها من أخزم " ، ولذا ومن هذا المنبر أنصح جميع الإخوة الانتهاء عن مثل هذا الأمر الذي يترجم عن حالة مذمومة في سلم التعلم تسمى بالتزبب قبل التحصرم ) .
رابعا : ومع هذا كله فإن إهمال مصدر المنظومة في المنظومة – بالتعيين - من عادة بعض كبار الناظمين العلماء كما فعله الشيخ العثيمين في نظمه لقواعد الفقه، و الفضفري في ألفيته في الفقه الحنبلي فإنه أخذها من زاد المستقنع وشرحه الروض كما أشار إليه الشيخ ابن عقيل في تقديمه له ، وقبلهما ابن رسلان الذي اعتمد في نظمه المسمى بـ ( صفوة الزبد ) على زبد البارزي بل قال بعض العلماء : أنه نظم لزبد البارزي مع أنه لم يشر إلى ذلك في المنظومة – حسب علمي - ، إن لم يكن اسمها دالا على ذلك ، ومرتقى الوصول لابن عاصم الغرناطي الذي قال عنه أحد العلماء :" وبعمل أدنى مقارنة بين الموافقات ومنظومة مرتقى الوصول ترى قوة الرابطة بين المصنفين وقرب الوشيجة بينهما " وابن عاصم تلميذ الشاطبي ،  ولو ذهبنا إلى المنثور واستخرجنا منه ما هو على هذا الغرار لوجدنا منه الكثير، فهل يقال في حقهم أنهم نبذوا الأمانة العلمية وراء ظهورهم ، وأنهم كلابس ثوبي زور ... الخ من قاموس الألفاظ الغليظة !! .
ورحم الله السخاوي إذ قال :
للحرف ميزان فلا تك طاغيا    فيه ولا تكُ مخسر الميزان
خامسا : لا أرى بأسا في سرد أهم مصادر المنظومة هنا :
1-             بحث بعنوان " منهجية التفقه في المذهب الشافعي بعلومه العشرة " كتبه الشيخ محمد سالم البحيري ، وقد أخذت منه ما يتعلق بالفنون العشرة وزدت عليه من غيره ، وهو مع وجازته كثير الفوائد والفرائد ، وقد نشره الكاتب في بعض المنتديات العلمية .
2-             كتاب "القاموس الفقهي في المذهب الشافعي " أو " دراسة موسوعيّة لمصطلحات الشافعية " ، كتبه الشيخ عبد البصير بن سليمان المليباري ، وهو كتاب قيم ، صدرت طبعته الأولى في هذا العام ( 2016 ) من دار النور بالأردن ، ومن فرعها في معرض الرياض الدولي اقتنيت الكتاب ، واعتمدت عليه في الفصل الأخير .
3-             مقدمات كتاب " موقف الاتجاه الحداثي من الإمام الشافعي " عرض ونقد ، كتبه الدكتور أحمد قوشتي ، وهو نافع أيضا في بابه، كما صدرت طبعته الأولى أيضا في هذا العام ( 2016 ) من مركز التأصيل للدراسات والبحوث بجدّة ، أخذت منه شيئا في التمهيد .
4-             المذهب الشافعي ، دراسة عن أهم مصطلحاته وأشهر مصنفاته ومراتب الترجيح فيه ، لمحمد مغربية ، أخذت عنه أشياء في ذكر العلوم العشرة وما ألف فيها .
5-             مقدمات كتاب " الرسالة " للعلامة أحمد شاكر ، أخذت منه شيئا في التمهيد
6-             الاجتهاد وطبقات مجتهدي الشافعي، أخذت منه شيئا في التمهيد .
وسوى المذكور قليل .

سادسا : أنصح الكتاب والقراء – جميعا - بالتحول من شهوة النقد إلى نقد الشهوة، ومن حب الظهور إلى ظهور الحب، ومن هوي التغلب إلى التغلب على الهوى، والله المستعان وعليه التكلان .

لتحميل المنظومة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق